• !
جواهر عائد الحارثي

اختبار الكتاب المفتوح ... يصنع الفرق

جواهر عائد الحارثي

 0  0  9420
جواهر عائد الحارثي
ربما لا يكون أسلوب اختبار "الكتاب المفتوح" قد طرق أبواب اختباراتنا من قبل، الا انه اقتحمها من نوافذها الافتراضية من بعد، ذلك مع اكتساح نفوذ جائحة فيروس كورونا المستجد Covid-19 لمختلف المجالات الحياتية، والتي كان أثر نفوذها على مجال التعليم تحديداً استثنائي، حيث أن عطل عجلة التعليم يمثل تهديداً صريحاً على سير المنظومة الحياتية المتكاملة، فالتعليم العجلة الديناميكية ذات التأثير ثنائي الحدين على استمراريتها بكفاءة وفاعلية أو تأخرها؛ ومع الجاهزية المسبقة والماثلة للعيان لمثل هذه الطوارئ في المملكة العربية السعودية ذات الرؤية الاستباقية 2030 والتي مهدت الطريق لحياة آمنة بإذن الله تعالى أمام أي طارئ دون فاقد أو هدر، جاءت استجابة الجهاز التعليمي تلقائياً بإطلاق فصول التعلم الافتراضية دون أدنى تردد، من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية والتزامها الوطني، ذلك لضمان استمرارية سير العملية التعليمية بما يحقق التكامل مع المجالات الأخرى لدفع عجلة التقدم الحضاري الى أقصى طموحات الوطن، وقد ظهر من خلال تطبيق نظام التعليم عن بعد انه لم يكن ظاهرة استثنائية بحد ذاته، فقد تفاعل معه الطلبة والمدرسين بشكل إيجابي إِثر تجارب سابقة خضعت لها كثير من المنظمات التعليمية من قبل حلول الجائحة، الا أن الاختبارات عن بعد هي التي مثلت الظاهرة الحرجة في هذه الظروف الاستثنائية، إذ لم يكن يقتنع بها كثير من الخبراء والاكاديميين لما يرون فيها أنها فرصة لإتاحة الغش باستخدام "الكتاب المفتوح" اثناء تأدية الطلاب الاختبار، وبالتالي ستؤدي إلى عدم تكافؤ النتائج مع الجهود متفاوتة الحجم بينهم، الا أن تفاوت النتائج بعد ظهورها والفرق الظاهر في تقدم مستوى التعلم، اثبت خلاف ذلك، فاختبار "الكتاب المفتوح" بحد ذاته مهارة عميقة لا يتقنها الا الطلاب الأكثر اجتهاداً، فهو وسيلة لحث الطلاب وتمكينهم من اكتساب مهارات جديدة لم تكن ذات أولوية مسبقة، لعل من اهم تلك المهارات التي اكتسبها الطلاب استعداداً لاختبار "الكتاب المفتوح" الذي فرض نفسه خلال الفترة الآنية وان لم يكن رسمياً، مهارة (القراءة، البحث، التحليل، القدرة على استنباط المعلومات الهامة، وفي ظل ربط الاختبار بفترة زمنية محددة نشأت كذلك مهارة إدارة الوقت من خلال القدرة على الحل السريع عند محاولة الطالب استخراج الإجابة من بين السطور، وهي مهارة تقيس مدى استيعاب الطالب للسؤال وقدرته على ربطه بعناصر المحتوى، إضافة الى أنه اسلوب يحرر الطالب الذي لا يمتلك ملكة الحفظ من قلق الاختبار، كما أنه لا يخفى على من تتبع فترة الاختبارات النهائية حالة التنافسية العالية بين الطلاب في الحصول على الدرجات الكاملة.
مسك الختام:
الاختبار أداة قياس وتقويم للتعلم فحسب، واختبار "الكتاب المفتوح" جاء بمثابة وسيلة للطلاب لتحقيق غاياتهم وطموحاتهم من خلال المعدلات المرتفعة التي تساهم في حصولهم على القبول في المراحل اللاحقة، وذلك هو جل ما نطمح اليه، لذلك ... نرجو ان تكون هذه التجربة فرصة لإعادة النظر في اتخاذ قرار اعتماد اسلوب اختبار (الكتاب المفتوح) حتى مع عودة التعليم المباشر لما فيه من فوائد وايجابيات قد تتجاوز سلبياته ان وجد.
بواسطة : جواهر عائد الحارثي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر