• !
لمياء عبدالله النفيعي

لا زوال للنعمة إذا شكرت

لمياء عبدالله النفيعي

 0  0  21510
لمياء عبدالله النفيعي
شُّكْرُ النعم من أجلّ وأطيب الصفات، ومن مكارم الأخلاق ، وأرفع العبادات فقد تميز بها الانبياء عليهم السلام، ومن أعلى المنازل كما وصفها بعض العلماء بأن الإيمان نصفان : صبر وشكر، استناداً لقوله تعالى : ( إنَّ فِي ذَلكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)، وصفة من صفات أهل الجنة، وقيد للنعم يكون بشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة والمحافظة عليها مما يؤدي إلى اتساعها ويبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، وعدم كفرها وجحدها، وقد قطع الله عز وجل على نفسه الشريفة؛ لئن شكرتم نعمه أن يزيدكم من فضله، ولئن كفرتم وجحدتم نعمه وذلك بمعصيته سبحانه يتوعدكم بعقابه الشديد، والقرآن الكريم قصَّ علينا قصص الشكر لله على نعمه والكفر بها سواء على مستوى الأمم أو الأفراد للعظة والعبرة حتى لا تزول تلك النعم وتتبدل الأحوال وتكون العاقبة وخيمة.

فما بال البعض من الناس غفلوا عن ذلك فاخذوا يتمتعون بهذه النعم قاصدين بها التفاخر والرياء والمباهاة واللهو والتسلية ومثال على ذلك لفت نظري انتشار مقطع التحدي في أحدى برامج "السوشيال ميديا" بسحب سفرة الطعام من دون تناثر الأطعمة من الأطباق والذي يؤدي تلك المقاطع جيل المستقبل والوطن!! هذا دليل لمدخل كفر النعم وإزالتها لا سمح الله بتشجيع هذه التحديات مما يؤدي إلى انتشارها وتقبلها في المجتمع كأنه شيئاً لم يكن، هل هي هذه الطريقة الصحيحة لتعليم الأطفال شكر النعم ومعرفة قيمتها، فلا بد من رفض تلك الأفكار الدخيلة وتوعية المجتمع من أضرارها وعواقبها الوخيمة وعدم التشجيع على ممارسة تلك التحديات أيًا كانت الطريقة، وتوجيه الأطفال إلى الطريق الصحيح وتعليمهم عدم العبث بهذه النعم التي وهبنا الله إياها والمحافظة عليها وشكر الله عز وجل على تلك النعم.

من خلال رحلتي إلى دولة الهند وجدت الشعب الهندي الذي نخره الاستعمار واستولى على خيراته وجف عرقه من دون مقابل، وتركه حطام الجوع والفقر والجهل والحياة البدائية وفريسة المرض وقوة القوي على الضعيف وفرق الطبقات وعدم المساواة والاستعباد من أجل لقمة العيش رغم هذا كله لم يتخلى عن إرثه وعاداته وتقاليده بل متمسك به حتى النخاع ويصارع من أجل أن يعيش.

فعلموا ابنائكم قيمة النعم التي ننعم بها واحترامها وتقديرها سواءٍ كبيرة كانت أم صغيرة وأنها تدوم بشكرها، وشكرها في الحفاظ عليها وعدم الاستهتار بها، وعدم الإسراف، وعدم التأفف والملل منها، وعدم السخرية من الحياة التي يعيشونها، وعدم تمني أن تكونوا حياتهم كبعض المشاهير، وأخبروهم عن الشعوب التي حولهم وجوارهم كم قاسوا وعانوا ومازال البعض منهم تحت ركام الفقر والجهل والصراع من أجل البقاء، وعلموهم حب الوطن وقيمته والحفاظ عليه وأن يتمسكوا به جيدًا، وأن يستشعروا بها فأن النعم زواله ولا تدوم إلا بالشكر، ولا يغتروا بمظاهر الدنيا وزخارفها ويدركون أنها فانية وأن السعادة والفوز في الآخرة.
ومضة مضيئة
قال حسن البصري " أكثروا ذكر النّعم فإن ذكرها شكرها"
image
بواسطة : لمياء عبدالله النفيعي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر