الجلاجل: نتابع الأوبئة العالمية ونُصدر الاشتراطات الصحية مبكرًا

وأضاف أن مفهوم الخدمة تطوّر اليوم بفضل رؤية السعودية 2030، حيث أصبحت منظومة الحج والعمرة منظومة متكاملة تشارك فيها جميع الجهات الحكومية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن.
وبيّن الجلاجل أن منظومة الصحة تعمل بالتكامل مع الجهات الأخرى لدراسة المخاطر سنويًا، إذ تختلف طبيعة التحديات تبعًا للمواسم المناخية، سواء كانت مخاطر بيئية أو وبائية. كما تُصدر الوزارة اشتراطات صحية خاصة لبعض الدول عند ظهور أوبئة عالمية، وتحدد اللقاحات المطلوبة بما يضمن سلامة الحجاج ومنع انتقال العدوى.
وأشار إلى أن وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة الصحة العامة تتابع الأوبئة العالمية بشكل مستمر، وتصدر الاشتراطات الصحية مبكرًا، مثل إلزام بعض الدول بلقاحات محددة، واستمرار شرط التطعيم ضد الحمى الشوكية لجميع الحجاج.
ولفت الجلاجل إلى أن مفهوم الاستطاعة الصحية بدأ تطبيقه تدريجيًا قبل أربع سنوات، وأصبح الآن مقرونًا بتأشيرة الحج، ما يضمن قدرة الحاج الصحية على أداء المناسك بأمان، مؤكدًا أن هذا الإجراء أسهم في خفض حالات الوفاة والإعياء أثناء الرحلات الجوية وأداء المناسك.
وأضاف أن العام الماضي كان من أفضل المواسم من حيث انخفاض الإصابات بضربات الشمس بفضل تطبيق مبادئ الوقاية المبكرة، وتحسين التظليل والتبريد، إلى جانب جهود إدارة الحشود في الحد من التعرض المباشر للشمس.
وذكر الجلاجل أن الوزارة، بالتعاون مع شركة نبكو، تمكنت من حل إحدى أبرز الإشكاليات التي كانت تواجه حركة الإمدادات الطبية في المشاعر المقدسة، والمتمثلة في صعوبة التنقل الأفقي لتموين المستشفيات ونقل الأدوية وعينات الدم بين الحشود.
وأوضح أن الحل جاء عبر استخدام الطائرات بدون طيار (الدرونز) لنقل الأدوية وعينات الدم، بعد الحصول على الموافقات اللازمة من مختلف الجهات المعنية ضمن منظومة متكاملة من التعاون.
وبيّن أن هذه التقنية قلّصت زمن النقل من ساعة ونصف أو حتى ثلاث ساعات عبر المركبات، إلى ما بين خمس وعشر دقائق فقط باستخدام الدرونز، ما مكّن من تسريع تقديم الخدمات الطبية وتقليل الازدحام وحماية سلامة الحجاج.
وقال الجلاجل إن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في توظيف التقنية لخدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعمل على توسيع نطاق استخدامها في موسم الحج القادم.
واختتم وزير الصحة حديثه بالتأكيد على أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا التكامل بين منظومات الدولة كافة، بدءًا من وزارة الحج والعمرة ووزارة الداخلية، مرورًا بالبلديات والبيئة، وصولًا إلى المنظومة الصحية، مؤكدًا أن راحة ضيوف الرحمن تظل المعيار الأول لكل جهود الدولة.
