صفقات بـ50 مليار دولار بالنسخة الـ9 لـ"مستقبل الاستثمار"

وشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 9,000 ممثل، و600 إعلامي و2,000 مشارك من الأعضاء؛ مما يمثل أكبر حضور للحدث حتى الآن، كما شارك 650 متحدثًا و20 رئيس دولة في 250 جلسة نقاش؛ مما يعكس مدى اتساع نطاقه الجيوسياسي.
وجمعت الفعالية مشاركين من 90 دولة، منهم وزراء ورؤساء تنفيذيون عالميون ومستثمرون ورواد أعمال في مجال التكنولوجيا.
وشهدت النسخة التاسعة من المؤتمر توقيع اتفاقيات وتعهدات استثمارية تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار أمريكي، شملت مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية.
وحظيت النسخة بإعلانات رئيسة تتمثل في: شراكات في مجال الطاقة المتجددة بين أكوا باور وأرامكو وشركات مرافق عالمية لتوسيع قدرات توليد الطاقة منخفضة الكربون، وكذلك مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للبيانات، تشمل شركات هيوماين وكوالكوم وبلاكستون وكيانات تقنية سعودية، لدعم إنشاء مرافق سيادية للحوسبة والتدريب على الذكاء الاصطناعي.
وكان معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، قد أوضح خلال مشاركته في جلسات المؤتمر أن منصة مبادرة مستقبل الاستثمار قد أتاحت حتى الآن صفقات تراكمية تجاوزت قيمتها 250 مليار دولار أمريكي منذ انطلاقها؛ مما يعزز طموح المملكة العربية السعودية مركزًا استثماريًّا عالميًّا.
وأعلنت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز خلال حضورها عن حزمة جديدة للتجارة والاستثمار بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقيمة إجمالية بلغت 6.4 مليارات جنيه إسترليني (8.4 مليارات دولار أمريكي)؛ مما يعزز التعاون التجاري والتكنولوجي المتقدم بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وأكد المؤتمر المشاركة القوية المتعددة الأطراف، وعزز حضور كبار القادة من جمهورية الصين الشعبية (نائب الرئيس هان تشنغ)، وروسيا الاتحادية (رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف)، والولايات المتحدة، مكانة الحدث كحلقة وصل جيواقتصادية عالمية.
وتصدرت التكنولوجيا والابتكار المشهد؛ إذ ضمت هذه النسخة 52% من المتحدثين من قطاع التكنولوجيا، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا المتطورة، والبنية التحتية السيادية أصبحت الآن جزءًا لا يتجزأ من سردية الاستثمار.
وتجاوز دور النسخة التاسعة هذا العام كونها مجرد مؤتمر، لتصبح منصة لمناقشة مستقبل الاستثمار العالمي، الذي يتميز بما يلي:
- الشراكة بين القطاعين العام والخاص على نطاق واسع، إذ تلتزم الحكومات والقطاع الخاص كشركاء في ملكية أجندات التحول.
- التنويع الجيواقتصادي، إذ تكون تدفقات الاستثمار أقل تقيدًا بالقنوات التقليدية المتمحورة حول الغرب، وتتوزع بشكل أكبر عبر الجنوب العالمي والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.
- بنية تحتية ترتكز على التكنولوجيا أولاً، إذ توضع أنظمة الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السيادية، والتصنيع المتقدم، والطاقة الخضراء، كضرورات اقتصادية وطنية، وليست مجرد مشاريع خاصة.
- قيادة السرد، إذ يشير المستثمرون والوفود العالمية من دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الصين وروسيا إلى أن مبادرة مستقبل الاستثمار تقوم بدور محوري في تشكيل دبلوماسية الاستثمار في عصرنا.
ومع إسدال الستار على (FII9)، يتحول التركيز الآن إلى التطبيق والتنفيذ، حيث تتحول الصفقات المعلنة إلى تأثيرات قابلة للقياس تتمثل في توفير فرص العمل، ونمو الناتج المحلي الإجمالي، وتطوير النظام البيئي للابتكار، وبناء بنية تحتية مرنة.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس: "يجب أن يُتَحَقَّق من صحة سرد "إطلاق الازدهار" الآن من خلال الإنجاز، وبناء القيمة، والتعاون، والنمو الشامل، بما يتماشى مع مهمة المؤسسة المتمثلة في التأثير على الإنسانية".
وستواصل المملكة العربية السعودية، من خلال منصات رؤيتها 2030، الاستفادة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار كونها آليةً إستراتيجيةً لعقد التجمعات الاستثمارية السيادية، ودبلوماسية الابتكار، والقيادة الإقليمية؛ وسيحول المشاركون العالميون الحوار إلى عمل، من خلال متابعة الالتزامات الثنائية، وتوسيع نطاق المشاريع المشتركة، وبناء الأنظمة البيئية تتعدى الرياض.
وجمعت النسخة التاسعة من المؤتمر المستثمرين العالميين، وصناع السياسات، والمؤسسين، والمبتكرين لرسم مسار الاستثمار الدولي، والتكنولوجيا، والازدهار.
