العُلا تفتح صفحات الماضي وتحوّلها إلى تجربة حيّة في مهرجان "الممالك القديمة"

وتحت شعار "رحلة عبر الزمن"، تتحول العُلا إلى متحف حيّ يجسّد التاريخ، حيث تلتقي الأنشطة التراثية والعروض الثقافية والإبداعات الفنية لإحياء قصص الحضارات القديمة، وتقديم تجارب متكاملة تمتد من الاكتشافات النهارية إلى الأجواء الليلية الساحرة.
ويستحضر المهرجان عبق التاريخ عبر إعادة سرد حكايات طرق التجارة القديمة التي جعلت من العُلا نقطة التقاء حضارية على طريق البخور، الذي ربط العالم القديم بعضه ببعض.
ويخوض الزوار تجربة متعددة الأبعاد تمتزج فيها روائح الأسواق القديمة بنكهات المأكولات التقليدية، لتوقظ الحواس وتعيد وصل الحاضر بجذور الماضي العريق.
ويرتكز المهرجان في جوهره على أهالي العُلا من الرواة والحرفيين والمؤرخين، الذين يجسدون روح المكان بقصصهم وأصواتهم وحرفهم، ليشاركوا العالم إرث أسلافهم، داعين الجميع إلى إعادة اكتشاف هذه الوجهة الفريدة.
ومن أبرز فعاليات هذا العام، تعود تجربة “مساء الحِجر” الحائزة على عدة جوائز، خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 14 فبراير، لتأخذ الزوار في رحلة ثرية تحت نجوم العُلا المتلألئة، في أول موقع سعودي مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، كما ستُقدَّم تجربة "مسرح الحياة"، التي تمزج بين الضوء والصوت والرائحة والمذاق، لتجسيد ملامح الحضارة النبطية بصورة غير مسبوقة.
وفي الفترة من 20 حتى 29 نوفمبر، ستتألق سماء العُلا بعرض مبهر "قصص من السماء – عرض طائرات الدرون"، حيث تتزين المواقع الأثرية بإسقاطات ضوئية مدهشة وتصاميم جوية متناغمة تُعيد إحياء أساطير الحِجر في مشهد بصري آسر.
كما تعود سلسلة "الحفلات الكلاسيكية في الحِجر على ضوء الشموع" الشهيرة، لتقدّم أمسيات موسيقية استثنائية تنسج تجربة فنية مميزة تجمع بين أنغام الموسيقى وعبق التراث، في أجواء آسرة تُضفي على المكان بعدًا جماليًا وروحيًا متفرّدًا.
وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف المناظر الطبيعية التي شكّلت مملكة الأنباط، من خلال تجارب تجمع بين الاستكشاف والمغامرة والتعليم، فلعشاق الطبيعة والمغامرة، تقدَّم تجربة "مسار المشي بين معالم الحِجر الجيولوجية"، رحلة عبر ملايين السنين من تاريخ الأرض، فيما تتيح "جولة الأطفال في الحِجر" مغامرة تعليمية تفاعلية للمستكشفين الصغار وعائلاتهم.
ويمتد البرنامج إلى مواقع أخرى من العُلا، حيث تتاح تجارب استكشاف ليلية في جبل عكمة المُدرج في سجل "ذاكرة العالم" لليونسكو، بما يحمله من نقوش ورموز تاريخية أصيلة.
وستنبض البلدة القديمة بالحياة عبر أنشطة تفاعلية، من أبرزها تجربة "أصداء من الماضي – بيت الهروب"، المستوحاة من الفولكلور المحلي، والتي تمزج بين المغامرة والسرد التاريخي.
ويشهد المهرجان عودة تجربة "طريق البخور" الحائزة على جائزة أفضل فئة للفنون والثقافة ضمن جوائز الفعاليات السعودية، لتأخذ الزوار في رحلة حسية مستوحاة من قصص التجارة القديمة، متضمنة ورشًا تفاعلية لصناعة البخور وتجربة عبقه الأصيل.
وفُتحت تذاكر المهرجان للحجز، لحضور فعاليات مهرجان "الممالك القديمة 2025" وما يقدمه من تجارب ثقافية وتاريخية ثرية تعكس فرادة العُلا وعمق إرثها.
