السديس في خطبة الجمعة: العام الهجري الجديد يذكرنا بالنصر والتمكين ويبعث التفاؤل

وأشار إلى أن التأمل والتدبُّر في حوادث الأيام وتعاقبها مطلب شرعي وأمر إلهي، مستدلًّا بقول الله جلّ وعلا: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: 111].
وقال السديس إنَّ استهلال عام هجري جديد يُذَكّرنا بأحداث عظيمة جليلة، كان فيها نصر وتمكين، وعزّ للمُرسَلين والمؤمنين، تبعث في النفس التفاؤل والأمل، وحُسن الظن بالله مع إتقان العمل.
وتابع: إنها قصة موسى عليه السلام، وهجرة المصطفى سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وعلى قدر اليقين الراسخ والإيمان الثابت لنبي الله موسى عليه السلام، كانت الإجابة الفورية، فأغرق الله فرعون وقومه جميعًا، وكان ذلك في يوم عاشوراء، فكانت نعمة عظيمة على موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل.
وأضاف أن موسى عليه السلام صام هذا اليوم شكرًا لله تعالى، وصامه بنو إسرائيل، وهكذا تحقق النصر المبين والعاقبة للمتقين، داعيًا إلى حسن الظن بالله -عز وجل- وأخذ العِبر والدروس من هذه القصص والأحداث.
وأشار إلى أن في حدث الهجرة النبوية ما يُقرّر هذه السنة الشرعية والكونية، ولهذا أجمع المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على التأريخ بها اعتزازًا بالهوية الدينية والتاريخية والوطنية، وهو ما يستوجب الاقتداء به والاعتزاز بهويتنا، فنحن أمة لها تاريخ وحضارة ورسالة على مرّ الأيام وتعاقب الأعوام.